الامتنان هو تلك العادة البسيطة التي لها تأثير عميق في النفس، لكنه غالبًا ما يُهمَل وسط ضغوط الحياة وتسارع الأيام. عندما تُدرك ما لديك بدلًا من التركيز على ما ينقصك، تبدأ رؤيتك للحياة بالتغيّر من الداخل.
أثبتت دراسات علم النفس الإيجابي أن ممارسة الامتنان بشكل منتظم تؤدي إلى انخفاض مستويات التوتر والاكتئاب، وتحسّن جودة النوم، وتزيد من الشعور بالسعادة والرضا العام. ليس الأمر مجرد تفكير إيجابي، بل تدريب للعقل على ملاحظة النِعم اليومية، مهما كانت بسيطة.
يمكنك أن تبدأ دفترًا صغيرًا، وتكتب فيه كل مساء ثلاثة أشياء تشعر بالامتنان لها. ربما تكون كوب القهوة الصباحي، أو مكالمة دافئة مع صديق، أو لحظة هدوء في منتصف يوم مزدحم. هذه العادة لا تأخذ أكثر من خمس دقائق، لكنها تعيد برمجة دماغك ليرى الجمال في التفاصيل.
الامتنان لا يعني تجاهل الصعوبات أو إنكار المشكلات، بل هو اعتراف بأن الحياة ليست مظلمة بالكامل، وأن هناك دومًا نورًا يستحق التقدير.
حتى في الأوقات الصعبة، يمكن للامتنان أن يمنحك طمأنينة داخلية. فهو لا يغيّر الظروف، لكنه يغيّر نظرتك إليها، ويجعلك أقوى في مواجهتها.
مارس الامتنان بصدق، وستجد أنك صرت أكثر سعادة، أكثر وعيًا، وأكثر اتصالًا بالحياة.